قبطان رحلة !





بعدما أعطانا خيالنا كل ما نريده ونتمناه ها هو العالم الإفتراضي
يلعب دوره، يدخل حياتنا بكل تفاصيلها، يقربنا
احيانا من الحقيقة والواقع جدا وأحيانا أخرى يبعدنا كل البعد
أحيانا تجلس صامتا متأملا في ما منحه هذا العالم لك من أصدقاء يحبونك
ويهتمون لك أفكار تنطبق جدا على أفكارك
واحيانا لدرجات مدهشة واخرى بطريقة عجيبة

لم يتمكن الواقع من اعطائنا مثل هؤلاء الأصدقاء فقط
لسبب بسيط جدا يمكن أن يكون عميقا للبعض
او بسيطا ولكنه لا يختلف فيه رأيان
إنه الظاهر أو الشكل أو إن صح القول أبعاد الشخصية الخارجية
والتي تشكل في الواقع عوائق تعرقل نوعا ما _او 
كثيرا_ وصول الفكرة وصول الروح لشبيهاتها أو رفيقاتها
في الواقع ترى شكلا، مظهرا أو تصرفا، تسمع صوتا واحيانا
يكون بنبرات مختلفة أما في العالم الافتراضي الذي يجعلك تتأرجح
بين الخيال والواقع لا ترى ولا تسمع سوى انك تقرأ كلمات
تعبر عن الروح التي تتواصل معها بكل براءة
وطمأنينة وبكل هدوء. . . بدون فتن ومغريات أو معرقلات

كل ما ذكر من أبعاد لشخصية الإنسان يمكنه أن يكمل
وجودنا ولكنه ينقص من جمال الروح بعض الشيئ
او كله فتبدأ من هنا رحلات كثيرة بين الأشخاص
بين الاكتشاف والتعجب وبين الحسابات ومحاولة الربط
بين كل تلك الأبعاد وتضيع روح الانسان وافكاره في
هذه الفوضى من العمليات الحسابية

في عالم الافتراض ومهما كان الأقرب من الحقيقة
إلى الخيال نبقى فقط عبارة عن أرواح وإن تطور
وجود الشخص في حياتنا واقترب تبقى بدايتها
روحانية بحتة لانها انطلقت
من داخلك، بدأت تقرأ كلمات من معك بعينيك وتترجم
بصوتك الداخلي وتحلل في داخلك

هي رحالات كثيرة بين الخيال والواقع تهدي لنا تجارب على أطباق
من فضة وذهب نكتشف ونتعلم في بعضها
نكون فيها قائدين ومعنا ركاب تختلف
طبيعتهم ودرجاتهم حسب شخصياتهم من
ركاب الدرجة الأولى إلى ركاب الدرجات
الأخيرة إلى ركاب كانوا قد حجزوا رحلاتهم معك ولكن
منهم من يتراجع عنها ومنهم من يجبر على
النزول ان لم تتوافق حقائبه شروط حمولة السفينة

ويمكن أن يكونو كلهم قباطين الرحالات وانت المسافر الوحيد
تصول وتجول بأفكارك وخواطرك بين الحقيقة والخيال يقودونك
إلى الكثير من المحطات ولكن تبقى المركبة
الوحيدة في رحالاتك بين الحقيقة والخيال رغم
اختلاف العالمين

هو أفكارك   



لـ/ آ.بن يوسف

تعليقات

المشاركات الشائعة