مساواة أم تساو ؟؟؟؟











ظلت المرأة طيلة فترة من الزمن تطالب بتحقيق مبدأ المساواة مع الرجل وراحت تقتحم جميع الميادين الخارجية حتى الصعبة منها فاجتهدت وأبدعت لكن سرعان ما تحولت هذه المطالب إلى هاجس يشبه الوسواس القهري إذ أنها لم تكتفي باحتلال مجال الرجل فحسب بل أمست تسعى إلى إلغاء وجوده بالكامل من حياتها الاجتماعية مما نتج عن ذلك تحول العنوسة من ظاهرة مرتبطة بالصروف إلى عنوسة مختارة مع سبق الإصرار والترصد بالنسبة للفتيات وتحمل المرأة لجميع مسؤوليات الأسرة لوحدها حتى بوجود الرجل الشيء الذي أخرج كلاهما من إطارهما الطبيعي الذي أفقدهما الثقة في قدراتهما ما أدخلنا في العديد من المشاكل والأزمات الاجتماعية وبالتالي تراجع هدف الأسرة الحقيقي الذي لا يتحقق إلا بتناسق وتكامل الجهود بين الطرفين ومن هنا نستطيع فتح باب أو فرصة لمحاولة تصحيح مصطلح المساواة العجيب الذي كان في حقيقته صورة شكلية لمصطلح التساوي الذي يناسب أكثر ما نراه في الواقع...

فلو عدنا إلى مفهوم المصطلحين سنجد أن كل منهما مستقل عن الآخر فالتساوي يعني التماثل والتطابق في كل شيء بما في ذلك الميزات والخصائص وبتطبيقه على الواقع سنجد أنه من المستحيل التوصل لتحقيق هذا المبدأ بسبب الاختلاف الطبيعي بين الطرفين أما المساواة بمفهومها الصحيح هي التعادل والتوازن وهذا هو المصطلح الحقيقي الذي يتوجب على كل من المرأة والرجل الدفاع عنه وإعادة النظر في أهدافه المرجوة والتي تندرج كلها تحت مبدأ ضمان كل الظروف الإيجابية والمناسبة لتنشئة أجيال صالحة...


فهذا دعوة إلى أخواتي القارئات مع إخواني القراء إلى تكريس هذا المصطلح في الحفاظ على مكانة المرأة بطبيعتها والمطالبة بالمساواة مع الرجل في حقوقها بعد تأدية واجباتها التي تخصها فبدل أن تطالب بحقها في غزو ميدان الرجل يجب أن تحرص على الهناء بأنوثتها والانتفاع بميزاتها التي تعد نعمة من نعم الله عليها بأن أهداها نعمة التفكير المتوازن والحكمة وقدرتها على مسايرة ظروف الحياة وترجع بذلك إلى توجيه الرجل ومساندته ليصبح عظيما وذا شأن ويبقى وراء كل رجل عظيم امرأة...

آية بن يوسف


تعليقات

المشاركات الشائعة