العرب !!

 
نشهد مؤخرا حملة كبيرة ضد العرب من طرف اليهود _وليستهزأ من شاء_ وهذا لسبب بسيط، لأنهم حملوا كلمة الإسلام ونشروه بأيادي الشرفاء ومعهم شرفاء الأعراق الأخرى فلم يكن لديهم من حلول إلا اختراع ما يسمى بالاتحادات على أسس قومية دون الإسلامية وزج أفراد مجهولي الهوية والأصل وغرباء عن المجتمع في العائلات المالكة ومساعدة خدمهم على إقامة دول بأنظمة اخترعوها هم بعيدا عن الإسلام فلا يوجد لا مملكات ولا ديمقراطيات ولا جمهوريات ولا اشتراكيات في النظام ألإسلامي يوجد فقط النظام الشوري والخلافة.

لقوله تعالى "قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ"النمل الآية34
وقال الله تعالى: "وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ" سورة الشورى آية38‏
 وكقوله تعالى : "ويجعلكم خلفاء الأرض" النمل62
وقوله " إني جاعل في الأرض خليفة" البقرة : 30

هذا موضوع متشعب يحتاج لتجميع كم هائل من المعلومات على قدر اللامبالاة التي أصابت أجيال المسلمين الذين فخخوا في حلقة العروبة نطقا ولسانا، وفيه الكثير من الحقائق التاريخية المدمرة والمحروقة مثل ما دمروا أثار المسلمين العرب والفتوحات من طرف الأعراق الشرقية الأخرى وأثار مسلمي الأعراق المستقبلة لهم.

كدلك تدمير العرب وتشويه سمعتهم وبالتالي تراجع لغة القرآن وهذا ما يعتبر طريق ممهد لتدمير الإسلام، فلا يمكنهم أن ينتزعوه مباشرة من قلوب وعقول الناس إلا عندما يمشون عكس تاريخ المسلمين كما انتشر بهدوء وعقل وإنجازات وأعمال وأيام واشهر وسنوات وقرون يعملون ليتراجع بنفس الطريقة، والخطأ في بعض الأفكار لشباب المسلمين هو استعمال القوة رغم أن ما رأيناه من المسلمين والآن اليهود لا يوجد فيه ولا قوة تذكر بل هناك تخطيط وتنظيم وترتيب وتجنيد على كل الأصعدة.

هذا فخ والوقوع فيه وفي اللغو والنميمة وما نهانا عنه الله عز وجل سهل جدا، العرب هم عرق فيه قبائل الأشراف خدموا الأخلاق قبلا على غرار كل أعراق القسم الشرقي للكرة الأرضية وخدموا الإسلام بكل وفاء ورقي وبكل سهولة لأنه لم يتعارض مع أخلاقهم بل تممها وفسرت آيات الله وشرائعه السماوية كلها في كتابه الأخير "القرآن الكريم" مع خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم، ومن العرب أيضا الكفار والمشركين مثل أي عرق، حذاري أخواني من هذه المواضيع التي تقول "أخطونا يا عرب" و"العرب خونة" والشتم والقذف باسم العرب لمجرد أن لساننا عربي فلسان اليهودي عربي ولسان النصراني عربي ولسان البودي عربي وخلقت السنة أخرى عربية تحت مسمى الدين الهلالي وغيرها كلهم نطقوا لغة الإسلام تحت راية الوطن العربي بعد أن دمر الإسلامي في عهد الخلافة العثمانية الثانية فالأحرى أن نقول أعراب الكفر استنادا لما جاء في الآية وللتفرقة بينهم وبين أشراف العرب أو تجنب الشمولية والدخول في غياهب الفتنة ومتاهات فكرية لا نهاية لها، وبكل تأكيد نحن ضد هؤلاء المجهولين وأما الأهم هو انهم هالكون لا محال لأنهم فقط جسر عبور لليهود وإسرائيل . . .  الموضوع خطير والأخطر التمادي فيه تخيلوا كم المواضيع المغلوطة والتي تنتشر كالنار في الهشيم وسط أفكار شباب المسلمين الضائع بين ضغوط الغرب ووراثتهم للدين الإسلامي ضائعون بين قوة موجودة ومركز ثقل لمجموعة منظمة وبين أفكارهم المستمدة من التاريخ ومع غياب جهة ترجع لهم التوازن لكم أن تروا يا معشر المسلمين ما نحن فيه من تخبط.


الأعراب اشد كفرا وكلنا نعلم ما فعلوه برسولنا الحبيب ومثلما كان هناك أبا جهل كان هناك أيضا صحابة نبينا وسيدنا من العرب وخلفائه الراشدين من كل قبائل العرب آن دلك والصفتان والحالان من كفر وإسلام لا تتحملان عرقا ولا لون.
 قال تعالى: "الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ" التوبة97   
وتفسير تلك الآية هو أن الأعراب أشد جحودا لتوحيد الله وأشد نفاقا من أهل الحضر في القرى والأمصار وذلك بسبب جفائهم وقسوة قلوبهم وقلة مشاهدتهم لأهل الخير فهم لذلك أقسى قلوبا وأقل علما بحقوق الله.
قال أبو السعود:
وهذا من باب وصف الجنس بوصف بعض أفراده،
كما في قوله تعالى
"وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا" الإسراء 67
ولأن الأعراب ليسوا كلهم كذلك فقد بين قوله
"وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلَا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ" التوبة99
فبين سبحانه في تلك الآية أن المراد بالجنس البعض لا الكل
والآية لا تنطبق على عرب اليوم لأنها كانت تخص عرب البادية في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم فقط كما خص الله عز وجل كل قصصه على مواقف في مكان وزمان بعينيهما منها الجيدة ومنها السيئة ليعلمنا ويقص لنا تجارب قوم سبقونا.
والله أعلم

فلا نكونن مثل الذين يأخذون ببعض الكتاب وينسون بعضه
لقوله تعالى:
"ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلاءِ تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ" البقرة 85
  
أما الأيات التي تقص علينا عجائب اليهود فهي لا تحصى ولا تعد من مواقف بينت حقدهم على العرب وتنكرهم لخاتم الأنبياء العربي الأصل الذي بعثه للعالم اجمع بعدما نكروا وكفروا وقتلوا أنبياءهم ولم يهتدوا، وقد عملوا على خلق أعوان لهم منذ أن وصلت لهم إشارات النبوة وخاتم الأنبياء بداية من تحريف الكتب إلي يومنا هذا ببث انفس مسمومة وسط أشراف العرب واللذين كانوا قادة المسلمين فلم يكونوا ليفعلوا هذا بأعراق أخرى فهم يتبعون سبب دمارهم ويريدون القضاء عليه.


هذه المواضيع وغيرها من مواضيع الغفلة والسقوط في فخ التلاعب اللفظي والنفسي ينتشر في كل الصفحات الواحدة عن الأخرى ندعو الله أن يسترنا ويغفر لنا زلاتنا ويثبتنا على كلمة الحق وينير بصيرتنا.


وقد قال الله تعالى في كتابه المنزل الشريف " ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير (120) الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به ومن يكفر به فأولئك هم الخاسرون  (121)" البقرة 120-121

وقال أيضا "وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" البقرة الآية 109

صدق الله مولانا العظيم
ولا إله إلا الله محمد رسول الله
واللهم صل وسلم على محمد نبينا وسيدنا وسيد الخلق أجمعين
وعلى آله وصحبه

_______
مقال لـ / أ.بن يوسف

تعليقات

المشاركات الشائعة