لَعَل في نَوْمِ أمتنا. . . خيرًا !!





اليس في نوم امتنا خيرا وهي تحمل كل الشرور في قلب مجتمعاتها _فتن وحقد وكذب وخبث واحتيال وعنصرية ورياء_ أليس من المفيد لنا أن ترقد تلك الطاقات السلبية حتى تدفن؟

صحيح أن المسلم مدعو بكلمة شريفة وطاهرة أن يأمر بالمعروف ولكنه في نفس الوقت بحكمة أيضا فإنه إدا رأى منكرا من عدوه فليتركه في معصيته. . .لنترك أمتنا في معاصيها حتى تتربى على الخير الذي فطره الله فينا وتتأدب على تعاليم رسولنا ونبينا صلى الله عليه وسلم
 فعندما تكون الطاقة الغالبة سلبية والهيجان عنوانها فيفضل أن ينام الجسم فلا يضر غيره ولا نفسه لعل ذلك يكون بمخدر ليس مقصودا لإراحتنا إنما يجب أن نرى وكأنه فترة نقاهة امتنا التي أنهكتها المعاصي وسلمت أمرها للنفس واقترفت ذنوبا لا حصر لها. . .

أمتنا كشارب الخمر القوي العضلات الذاهب عقله والذي يريد احدهم دعوته للمعروف وآخر يتركه على منكره فالأول سيجعله يستفيق ليهشم عظامه والثاني سيتركه ينام ويرقد ليتسنى له الوقت لبناء عضلاته هو ويستعد لمواجهته.



وخير ما نستمد منه حكمتنا مواقف أسلافنا الأشراف وعلمائنا كالموقف الذي نقل عن الشيخ "ابن تيمية" وهو مار مع تلاميذه على جنود من التتار يشربون الخمر فنهاهم احد تلاميذه فقال له "ابن تيمية" دعهم. . . فقال له تلميذه "يا شيخ انت قلت إننا خير أمة نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر وان الخمر منكر.. !! فقال له إنما المسلمون نهوا عن شربها لأنها تلهيهم عن العبادة فأما هؤلاء فتلهيهم عن قتل الناس والتعرض لممتلكاتهم. . .

فلعل نوم النفس الهائجة والروح المشوهة يلهيهما عن الحاق الضرر وارتكاب الخطأ والدخول في غياهب فتن لن يستطيعوا لها مواجهة. . .
منطق الدين والدنيا حكمة فكرية وقوة عضلية معا فلا الغضب يحل مسألة ولا الانسياق والتسرع يحقق نجاحا.



موضوع لـ : آ.بن يوسف

تعليقات

المشاركات الشائعة