صديقتي



أحيانا نبكي من حرقة حبيب أو نحزن لفراق رفيق عمر عشقناه بكل جوارحنا ولكن لا يعن هذا أبدا أننا نكتفي بوجود ذلك الأخر المكمل لنا ولا نحزن فقط لغيابه...بل أغلب الأحيان ننتظر ابتسامة تنبع من روح مقتبسة نورها من نفس روحنا ولولاها لكنا وحيدين وبها نتضاعف ونعيش بداخلها نصبح بدل الواحدة اثنتان أو اربع
كنتن هنا تسألن عني وأسأل عنكن، تفرحن لفرحي لكن وبكن، كنتن مصدر أماني وغرف أخرى من روحي وأركان مختلفة من شخصيتي أرى في احداهن نصيحة وفي أخرى عتاب محبة وفي اخريات ود واهتمام وحرص منهن علي وارى فيهن أحيانا قدر حبي لهن وقوتي وتضاعفي شجاعتي وبراءتي فرحتي وسندي أحيانا وغالبا ارى فيهن طفولة جميلة جدا وبريئة طويلة المدى رغم قصر عمرها...
لكنهن ولا أعلم لماذا لم تعد تتلفتن لهذا العالم الجميل الذي رسمته لهن وعشت فيه معهن لم تعد احداهن تترك نفسها لتلقائيتها تبعث لي بسلام محبة ورسالة اطمئنان انشغلت أخرى بمشاغل عدة ونسيت أن هناك قلبا بنتظر منها أخبارا دردشات وجلسات طفولية كما عهدنا، وغيرت بعضهن تسريحة شعرها ولونه ورمت بلباسها الوردي في قفة الزمن ولبست ألوانا قاتمة ووضعت وشاحا متماسك النسيج يكاد يخنقها ونسيت انها تملك فسحة أمل في قلبي
واغلقت اخرى أبواب غرفها ونوافذها وباعت البيت لتشتري آخر وتترك غبار الذكريات تكسو كل ما كان فيه بدون سبب ولا معاناة ولا عتاب فقط لأنها ملت وتريد التغيير ولا يهم من تركت وراءها، وجدت الجديد وخرجت من دائرة الروتين ونسيت ان الروتين هنا ما هو إلا وجه دخيل على عالم جميل عنوانه الصدق والصداقة والأمن والأمان والمرح والفرح
نسيت أن الصداقة ليست مثل الثياب عندما تبلى ترمى حتى نغطي اجسامنا فالصداقة عكس الثياب كلما عتقت زادت متانة نسيجها وحفظت الروح من برودة بعض فصول الحياة المثلجة...كل تلك الصديقات يحسبن أن القلب يتألم فقط لحبيب احرق شوقه جوفنا أو لفراق رفيق درب كتب معنا صفحات تخلدها الذكرى بل إن القلب الجميل يبكي كل عالم بريئ مليئ بالوفاء والحب والطمأنينة يبكي كل معاني الحياة الجميلة وفصولها يبكي كل زهور ربيعه من أبيضها إلى أحمرها مرورا بالأزرق وبراعمها الخضراء....
كلماتي أهديها لكل صديقة تركت إمضاءها على باب غرفة ارادت اغلاقها وتركت قلبي يبكي أيام الفرح ,,,,
آيوبينا

تعليقات

المشاركات الشائعة