حافلة ياسين


و هي في الحافلة
تسرح ببصرها من النافذة 
نافذة يكسوها الضباب 
و تجرُّ مناظر تتسابق نحو الزوال 
و السعي وراء كل جديد 
تتصفح الماضي 
ماض كقرين مخلص لا يتوب
ليل لا نوم فيه وروح كثوب قديم كثر رتقه
اذا بصوت شجي راح يغزو صفوها الباهت
نابع من رنة هاتف نائي وسط الركاب 
لا ينفك عن الرن 
لمحت ظل صاحبه 
هو شاب وسيم الطلعة 
راحت ترمقه بنظرات كلها ضياع في سطور مقامات اللحن لا غير
نظرات يحسبها الظمآن هياما
قلبها بخافق ذابل يردد كلمات الأغنية بوجع 
بعدك على بالي يا قمر الحلوين...
دمع عصي و نفس تكابر.. 
شقت عيناه طريقا لعيناها وراح الفتى يراودها
و ظن بها الظنون
دنى منها و قال أهلا انا... 
قاطعته و ابتسامة تعلوها, بها كل المعاني سوى الاعجاب 
ياهذا هلا أمسكت شر هاتفك
و اسكته. 
سبب شقائي كان فيروزي الذوق
يدعي في الحب الكمال 
و ها أنا أعيش الاهمال بكل تفاصيله
توقفت الحافلة و فرت يجناحها المرهق
نحو وجهة غير وجهتها لا تعلم أين هي حتى !
المهم أن تهرب من طوفان ذكريات خائنة العهد
تمضي و الصبابة تكوي جوانحها 
كي تبحث في أزقة مدينتها القديمة عن روحها و ابتسامتها 
سلام عليها بنت العشرين...و العشرون كسرا .....

Yacine Benayad

تعليقات

المشاركات الشائعة